وهم الاعجاز في نظرية الانفجار الكبير

 الاعجاز العلمي وما ادراك ما الاعجاز العلمي ! يستمر الكذب ويستمر التدليس ويستمر لوي النصوص والخروج بما يشاء اصحاب الاعجاز لنجد في الاخير ان المسلمين صدقوا الكذبة واصبحوا يتناقلون الخبر وكأنه الحقيقة المطلقة , والسبب يعود الى ان المسلم لديه ثقة عمياء بالمشايخ ورجال الدين وفي المقابل يستغل رجال الدين هذه الثقة للترويج الى بضاعتهم الدينية , والسبب الاخر ان اغلب المسلمين هم مسلمين لان اهلهم مسلمين اي لا يقرأون ولا يبحثون ولا يعرفون دينهم الا ما سمعوه من مشايخهم ! وبالتالي لن يكتشف احد الكذبة , كذبة الاعجاز العلمي .

الكذبة التي سنعريها في هذا المقال هي القائلة ان نظرية الانفجار الكبير او العظيم موجودة في القران وذكرها محمد قبل مئات القرون , وطبعا كالمعتاد لكي نعرف الحقيقة علينا ان نذكر النظرية وماذا تقول وان نضع الادعاء وبعده نرى الايات وبعدها نرى تفسيرات المفسرين ولماذا قال محمد هذه الكلمات , لانه من غير المعقول ان نقتطف كلمه من وسط جملة وندعي بها اعجاز فقط بسبب التشابه بالكلمات لانه يمكننا ايضا بنفس الاسلوب ان نخرج بنتائج لتكون مضحكة ونسخر بها من القران , كما فعلت في مقال سابق بعنوان اضحك مع الاعجاز العددي في القران ( لقراءة المقال اضغط هنا ) .

نظرية الانفجار العظيم ( big bang )

ظهرت هذه النظرية في عشرينيات القرن الماضي وهي تلقى قبولا واسعا لدى العلماء , ولكنها لا تجيب عن بعض التساؤلات , مما يدفع البعض من العلماء للتشكيك في صحتها وافتراض نظريات اخرى لتفسير نشئة الكون ,  كما انها لا تقدم أي شرح للحالة الأولية للكون , بل تصف وتفسر التطور العام للكون منذ تلك اللحظة , اعتقد العالم اينشتاين ان الكون متجانس ومتوحد الخواص وهو في حالة سكون وغير قابل للتغيير , وهذه الفكرة تم التخلي عنها بعد ثبوت تمدد الكون , وحسب نظرية الانفجار الكبير فقد نشأ الكون قبل حوالي 13.8 مليار سنة. في تلك اللحظة كان الكون "نقطة تفرد" ذات كثافة عالية جدا وحرارة تفوق الخيال، وهي ظروف لا تنطبق فيها قوانين الفيزياء. ويعود ذلك إلى أن القوى الطبيعية الأساسية الأربعة المعروفة -وهي قوى: الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الكبرى والنووية الصغرى- كانت كلها متحدة ضمن قوة أساسية واحدة , وتعتبر هذه النظرية ان الكون الان يتمدد وبسرعات متزايدة .

ولن اطول في شرح النظرية وتفاصيلها واكتفي في نقطتين مهمتين في البحث والتي يبني عليها اصحاب الاعجاز اوهامهم الاولى انه حدث توسع مفاجئ وبشكل سريع وكبير جدا في مادة الكون الاولي ( اشبه بالانفجار ) والثاني ان الكون لا يزال يتوسع ويتمدد الى الان , وذلك لانهم يمتلكون ايتين فقط فيهما تشابه بالكلمات مع معطيين من معطيات هذه النظرية على الرغم من ان النظرية فيها تفاصيل كثيرة عن كيفية انفصال القوى الطبيعية الاساسية عن بعضها وكيف ظهرت المادة وكيف بعدها تكونت الذرات الاثقل من الهيدروجين والهيليوم ... إلخ من التفاصيل , تُقدّم نظرية الانفجار الكبير شرحاً وافياً لمجموعة واسعة من الظواهر المرئية، بما في ذلك وفرة من العناصر الخفيفة والخلفية الإشعاعية للكون والبنية الضخمة للكون وقانون هابل ,

يمكنك قراءة هذا المقال بالعربي في ويكيبيديا لمزيد من المعلومات عن النظرية ( انقر هنا )

ادعائهم بالاعجاز بهذا الشكل

هذه النتائج التي وصلوا إليها بعد جهد جهيد، وزمن مديد هي التي أشار إليها القرآن في سياق دعوة الكافرين إلى الإيمان، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) ][الأنبياء:30] . ومعنى الآية: أن الأرض والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم، والتي تشكل بمجموعها الكون الذي نعيش فيه كانت في الأصل عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة، وقوله(رَتْقاً) أي: ملتصقتين، إذ الرتق هو الالتصاق، ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة فتق أي انفصال وانفجار تكونت بعده المجرات والكواكب والنجوم، وهذا ما كشف عنه علماء الفلك في نهاية القرن العشرين،

وكذلك أخبرنا الله في كتابه عن اتساع الكون فقال: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذريات:47] . 

والآية تشير إلى أن الكون المعبر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ (لَمُوسِعُونَ) فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع، وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع، وإنما أورده مجملاً، وهذا ما أثبته العلم الحديث.

سنقسم البحث الى قسمين كل قسم عن اية

القسم الاول ( الاية الاولى )

(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]

تفسير ابن كثير ( المصدر )

" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا " أَيْ الْجَاحِدُونَ لِإِلَهِيَّتِهِ الْعَابِدُونَ مَعَهُ غَيْره أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه هُوَ الْمُسْتَقِلّ بِالْخَلْقِ الْمُسْتَبِدّ بِالتَّدْبِيرِ فَكَيْف يَلِيق أَنْ يُعْبَد مَعَهُ غَيْره أَوْ يُشْرَك بِهِ مَا سِوَاهُ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّ السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا أَيْ كَانَ الْجَمِيع مُتَّصِلًا بَعْضه بِبَعْضٍ مُتَلَاصِق مُتَرَاكِم بَعْضه فَوْق بَعْض فِي اِبْتِدَاء الْأَمْر فَفَتَقَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ فَجَعَلَ السَّمَوَات سَبْعًا وَالْأَرْض سَبْعًا وَفَصَلَ بَيْن السَّمَاء الدُّنْيَا وَالْأَرْض بِالْهَوَاءِ فَأَمْطَرَتْ السَّمَاء وَأَنْبَتَتْ الْأَرْض وَلِهَذَا قَالَ " وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُلّ شَيْء حَيّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " .

وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا .... عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ يَسْأَلهُ عَنْ السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا . قَالَ اِذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الشَّيْخ فَاسْأَلْهُ . ثُمَّ تَعَالَ فَأَخْبِرْنِي بِمَا قَالَ لَك قَالَ فَذَهَبَ إِلَى اِبْن عَبَّاس فَسَأَلَهُ فَقَالَ اِبْن عَبَّاس نَعَمْ كَانَتْ السَّمَوَات رَتْقًا لَا تُمْطِر وَكَانَتْ الْأَرْض رَتْقًا لَا تُنْبِت فَلَمَّا خَلَقَ لِلْأَرْضِ أَهْلًا فَتَقَ هَذِهِ بِالْمَطَرِ وَفَتَقَ هَذِهِ بِالنَّبَاتِ فَرَجَعَ الرَّجُل إِلَى اِبْن عُمَر فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ اِبْن عُمَر الْآن قَدْ عَلِمْت أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَدْ أُوتِيَ فِي الْقُرْآن عِلْمًا صَدَقَ هَكَذَا كَانَتْ .

وَقَالَ عَطِيَّة الْعَوْفِيّ كَانَتْ هَذِهِ رَتْقًا لَا تُمْطِر فَأَمْطَرَتْ وَكَانَتْ هَذِهِ رَتْقًا لَا تُنْبِت فَأَنْبَتَتْ وَقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد سَأَلْت أَبَا صَالِح الْحَنَفِيّ عَنْ قَوْله " أَنَّ السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا " قَالَ كَانَتْ السَّمَاء وَاحِدَة فَفَتَقَ مِنْهَا سَبْع سَمَوَات وَكَانَتْ الْأَرْض وَاحِدَة فَفَتَقَ مِنْهَا سَبْع أَرْضِينَ وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَزَادَ وَلَمْ تَكُنْ السَّمَاء وَالْأَرْض مُتَمَاسَّتَيْنِ وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر بَلْ كَانَتْ السَّمَاء وَالْأَرْض مُلْتَزِقَتَيْنِ فَلَمَّا رَفَعَ السَّمَاء وَأَبْرَزَ مِنْهَا الْأَرْض كَانَ ذَلِكَ فَتْقهمَا الَّذِي ذَكَرَ اللَّه فِي كِتَابه وَقَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة كَانَتَا جَمِيعًا فَفَصَلَ بَيْنهمَا بِهَذَا الْهَوَاء .

تفسير الجلالين ( المصدر )

"أَوَلَمْ" بِوَاوٍ وَتَرْكهَا "يَرَ" يَعْلَم "الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا" سَدًّا بِمَعْنَى مَسْدُودَة "فَفَتَقْنَاهُمَا" جَعَلْنَا السَّمَاء سَبْعًا وَالْأَرْض سَبْعًا أَوْ فَتَقَ السَّمَاء أَنْ كَانَتْ لَا تُمْطِر فَأَمْطَرَتْ وَفَتَقَ الْأَرْض أَنْ كَانَتْ لَا تُنْبِت فَأَنْبَتَتْ "وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء" النَّازِل مِنْ السَّمَاء وَالنَّابِع مِنْ الْأَرْض "كُلّ شَيْء حَيّ" مِنْ نَبَات وَغَيْره أَيْ فَالْمَاء سَبَب لِحَيَاتِهِ "أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" بِتَوْحِيدِي

تفسير القرطبي ( المصدر )

قِرَاءَة الْعَامَّة " أَوَ لَمْ " بِالْوَاوِ . وَقَرَأَ اِبْن كَثِير وَابْن مُحَيْصِن وَحُمَيْد وَشِبْل بْن عَبَّاد " أَلَمْ تَرَ " بِغَيْرِ وَاو وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَف مَكَّة . " أَوَ لَمْ يَرَ " بِمَعْنَى يَعْلَم . " الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا " قَالَ الْأَخْفَش : " كَانَتَا " لِأَنَّهُمَا صِنْفَانِ , كَمَا تَقُول الْعَرَب : هُمَا لِقَاحَانِ أَسْوَدَانِ , وَكَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " إِنَّ اللَّه يُمْسِك السَّمَوَات وَالْأَرْض أَنْ تَزُولَا " [ فَاطِر : 41 ] قَالَ أَبُو إِسْحَاق : " كَانَتَا " لِأَنَّهُ يُعَبَّر عَنْ السَّمَوَات بِلَفْظِ الْوَاحِد بِسَمَاءٍ ; وَلِأَنَّ السَّمَوَات كَانَتْ سَمَاء وَاحِدَة , وَكَذَلِكَ الْأَرَضُونَ . وَقَالَ : " رَتْقًا " وَلَمْ يَقُلْ رَتْقَيْنِ ; لِأَنَّهُ مَصْدَر ; وَالْمَعْنَى كَانَتَا ذَوَاتَيْ رَتْق . وَقَرَأَ الْحَسَن " رَتَقًا " بِفَتْحِ التَّاء . قَالَ عِيسَى بْن عُمَر : هُوَ صَوَاب وَهِيَ لُغَة . وَالرَّتْق السَّدّ ضِدّ الْفَتْق , وَقَدْ رَتَقْت الْفَتْق أَرْتُقهُ فَارْتَتَقَ أَيْ اِلْتَأَمَ , وَمِنْهُ الرَّتْقَاء لِلْمُنْضَمَّةِ الْفَرْج . قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَعَطَاء وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة : يَعْنِي أَنَّهَا كَانَتْ شَيْئًا وَاحِدًا مُلْتَزِقَتَيْنِ فَفَصَلَ اللَّه بَيْنهمَا بِالْهَوَاءِ . وَكَذَلِكَ قَالَ كَعْب : خَلَقَ اللَّه السَّمَوَات وَالْأَرْض بَعْضهَا عَلَى بَعْض ثُمَّ خَلَقَ رِيحًا بِوَسَطِهَا فَفَتَحَهَا بِهَا , وَجَعَلَ السَّمَوَات سَبْعًا وَالْأَرَضِينَ سَبْعًا .

عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد فِي قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا " قَالَ : كَانَتْ السَّمَاء مَخْلُوقَة وَحْدهَا وَالْأَرْض مَخْلُوقَة وَحْدهَا , فَفَتَقَ مِنْ هَذِهِ سَبْع سَمَوَات , وَمِنْ هَذِهِ سَبْع أَرَضِينَ .

تفسير السعدي ( المصدر )

أي: أو لم ينظر هؤلاء الذين كفروا بربهم, وجحدوا الإخلاص له في العبودية, ما يدلهم دلالة مشاهدة, على أنه الرب المحمود الكريم المعبود. 

فيشاهدون السماء والأرض فيجدونهما رتقا: هذه ليس فيها سحاب ولا مطر. 

وهذه هامدة ميتة, لا نبات فيها, ففتقناهما: السماء بالمطر, والأرض بالنبات. 

تفسير الطبري ( المصدر )

أَوَلَمْ يَنْظُر هَؤُلَاءِ الَّذِي كَفَرُوا بِاَللَّهِ بِأَبْصَارِ قُلُوبهمْ , فَيَرَوْا بِهَا , وَيَعْلَمُوا أَنَّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا : يَقُول : لَيْسَ فِيهِمَا ثُقْب , بَلْ كَانَتَا مُلْتَصِقَتَيْنِ ; يُقَال مِنْهُ : رَتَقَ فُلَان الْفَتْق : إِذْ شَدَّهُ , فَهُوَ يَرْتُقهُ رَتْقًا وَرُتُوقًا ; وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ الَّتِي فَرْجهَا مُلْتَحِم : رَتْقَاء . وَوَحَّدَ الرَّتْق , وَهُوَ مِنْ صِفَة السَّمَاء وَالْأَرْض , وَقَدْ جَاءَ بَعْد قَوْله : { كَانَتَا } لِأَنَّهُ مَصْدَر , مِثْل قَوْل الزُّور وَالصَّوْم وَالْفِطْر . وَقَوْله : { فَفَتَقْنَاهُمَا } يَقُول : فَصَدَّعْنَاهُمَا وَفَرَّجْنَاهُمَا . ثُمَّ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى وَصْف اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِالرَّتْقِ , وَكَيْف كَانَ الرَّتْق , وَبِأَيِّ مَعْنًى فُتِقَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : عَنَى بِذَلِكَ أَنَّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا مُلْتَصِقَتَيْنِ فَفَصَلَ اللَّه بَيْنهمَا بِالْهَوَاءِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 18532 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثَنِي عَمِّي , قَالَ : ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } . . . الْآيَة , يَقُول : كَانَتَا مُلْتَصِقَتَيْنِ , فَرَفَعَ السَّمَاء وَوَضَعَ الْأَرْض .

وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ السَّمَاوَات كَانَتْ مُرْتَتِقَة طَبَقَة , فَفَتَقَهَا اللَّه فَجَعَلَهَا سَبْع سَمَاوَات وَكَذَلِكَ الْأَرْض كَانَتْ كَذَلِكَ مُرْتَتِقَة , فَفَتَقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْع أَرَضِينَ ذِكْر مَنْ قَالَ : ذَلِكَ : 18535 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } مِنْ الْأَرْض سِتّ أَرَضِينَ مَعَهَا فَتِلْكَ سَبْع أَرَضِينَ مَعَهَا , وَمِنْ السَّمَاء سِتّ سَمَاوَات مَعَهَا فَتِلْكَ سَبْع سَمَاوَات مَعَهَا . قَالَ : وَلَمْ تَكُنْ الْأَرْض وَالسَّمَاء مُتَمَاسَّتَيْنِ .

وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ عَنَى بِذَلِكَ أَنَّ السَّمَاوَات كَانَتْ رَتْقًا لَا تُمْطِر وَالْأَرْض كَذَلِكَ رَتْقًا لَا تُنْبِت , فَفَتَقَ السَّمَاء بِالْمَطَرِ وَالْأَرْض بِالنَّبَاتِ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 18539 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ : ثنا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } قَالَ : كَانَتَا رَتْقًا لَا يَخْرُج مِنْهُمَا شَيْء , فَفَتَقَ السَّمَاء بِالْمَطَرِ وَفَتَقَ الْأَرْض بِالنَّبَاتِ . قَالَ : وَهُوَ قَوْله : { وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع وَالْأَرْض ذَات الصَّدْع } . 18541 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } قَالَ : كَانَتْ السَّمَاوَات رَتْقًا لَا يَنْزِل مِنْهَا مَطَر , وَكَانَتْ الْأَرْض رَتْقًا لَا يَخْرُج مِنْهَا نَبَات , فَفَتَقَهُمَا اللَّه , فَأَنْزَلَ مَطَر السَّمَاء , وَشَقَّ الْأَرْض فَأَخْرَجَ نَبَاتهَا . وَقَرَأَ : { فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُلّ شَيْء حَيّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } .

وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا قِيلَ { فَفَتَقْنَاهُمَا } لِأَنَّ اللَّيْل كَانَ قَبْل النَّهَار , فَفَتَقَ النَّهَار . قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : مَعْنَى ذَلِكَ : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِي كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رَتْقًا مِنْ الْمَطَر وَالنَّبَات , فَفَتَقْنَا السَّمَاء بِالْغَيْثِ وَالْأَرْض بِالنَّبَاتِ . وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ لِدَلَالَةِ قَوْله : { وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُلّ شَيْء حَيّ } عَلَى ذَلِكَ , وَأَنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يُعَقِّب ذَلِكَ بِوَصْفِ الْمَاء بِهَذِهِ الصِّفَة إِلَّا وَاَلَّذِي تَقَدَّمَهُ مِنْ ذِكْر أَسْبَابه .

---

* بما انني اريد ان ابحث بانصاف لذلك وضعت كل التفاسير وكامل التفسير لكل مفسر وليس كما يفعل مدعي الاعجاز باخذ الرأي والتفسير الذي يتماشى مع ما يريد , من الواضح الان بعد ذكر التفاسير ان المفسرين اختلفوا في تفسير الاية ولكن هناك ثلاثة اراء او احتمالات يمكن ان يأول لها المعنى , وقد ذكرها الطبري في تفسيره بشكل اوضح من غيره , وهي :

1- السماوات والارض كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما بالهواء , اي رفع السماء ووضع الارض .

2- لم تكن السماوات والارض متماستين , ففتق الله من الارض ست ارضين فاصبحن سبع ارضين ومن السماء ست سماوات فاصبحن سبع سماوات .

3- كانت السماوات رتقا لا ينزل منها مطر وكانت الارض رتقا لا يخرج منها نبات ففتقهما الله فانزل مطر السماء وشق الارض فاخرج نباتها .

من الواضح الان ان كل المدعين بالاعجاز يذهبون الى التفسير الاول ويتجاهلون التفسيرين الاخرين كليا ! بدون اي دليل او سبب فقط لان العلم اكتشف نظرية سماها بالانفجار الكبير وهم ( رجال الدين ) لم يتقدموا خطوة واحدة للامام منذ زمن محمد الى الان بينما العلماء الماديون قفزوا قفزات مذهلة للامام وبدأ الكثير من الناس يقلل من اهتمامه بالدين وبما ان الدين يمثل للمشايخ مصدر للمعيشة ويقدم لهم امتيازات اجتماعية فما عليهم الا ان يقولوا نحن سبقنا العلم بهذا الاكتشاف وذكر اكتشافكم هذا في كتابنا المقدس منذ عشرات القرون , فبالنتيجة من المؤكد ان نشهد هكذا انتقائية في تفسير الايات ليصلوا لمبتغاهم , ولكن مع هذا ايضا فلن يستطيعوا ان ينجحوا في هذه الكذبة بالاعجاز ولن تنطلي هكذا سذاجة في التفكير على الانسان الذي لديه القليل من المعرفة ويفكر ويبحث , والان سابين انه حتى لو تجاهلنا التفاسير الاخرى للاية واخذنا بالتفسير الاول تماشيا مع ما يريدون مع ذلك لن يكون المعنى صحيح وليس هناك تشابه بين الاية وبين نظرية الانفجار الكبير .

معنى ( رتق ) و ( فتق ) في معاجم اللغة العربية

تاج العروس

الرتق : الحام الفتق واصلاحه .

الفتق : شقه وهو خلاف الرتق تقريبا , وهو الفصل بين المتصلين .

لسان العرب

الرتق : الرتق ضد الفتق وهو الحام الفتق واصلاحه , فارتق اي التأم .

الفتق : خلاف الرتق , فتقه اي شقه .

* هناك معاني عديدة لهاتين الكلمتين في معاجم اللغة , مثلا ( " رجل فتيق اللسان " تعني " حديد اللسان " ورد هذا المثال في معجم مختار الصحاح ) وغيرها الكثير من المعاني لكني لا اريد ان اطيل كثيرا في البحث ولا اريد ان اتشعب اكثر لان المعاني هذه يريد ان يتجاهلها الاعجازيون ويركزون على المعنى الذي يريدونه لكي يحققوا الاعجاز وانا اريد ان اتماشى معهم , ومع ذلك سأبين خطأهم , وفقط اردت الاشارة الى ذلك ليعرف القارئ انه توجد معاني عدة .

الخطأ في فكرة الاعجاز نفسها

اولا : من الملاحظ ان طريقة التعبير جدا ساذجة وبدائية ( في الاية وفي التفسير ) , عندما تقول السماوات والارض ! ألا تلاحظ ان الكلام غريب ( خصوصا بالنسبة للشخص المطلع على العلم ) ؟ فما هو معنى السماوات ؟ في التفسير هنا سيضطر المدعين بالاعجاز ان يقولوا ان المقصود بالسماوات هي كل المجرات والكواكب بمعنى انها الكون , على الرغم من ان المدعين بالاعجاز نفسهم في ادعاءات اخرى لكي يظهروا اعجاز سيفسرون السماوات في ايات اخرى على انها الغلاف الجوي للارض ( ويمسك السماء ان تقع على الارض )  وفي احيان اخرى على ان السماء الدنيا هي الكون وهناك سماوات اخرى ( اكوان اخرى ) وتفسيرات اخرى عديدة والسبب في ذلك بسيط جدا وهو انه لا يوجد شيء اسمه سماء في العلم , وهم يستخدمون هذه الكلمة الفضفاضة والتي يمكن ان يحملوها ما يشاءون من المعاني لاثبات اعجازات كثيرة متضاربة في المعنى للسماء مع بعضها !!

لكن بما اننا نتحدث هنا عن هذا الاعجاز وهم يريدون ان يعتبروا ان السماوات هنا تعني الكون , فانه من غير المنطقي ان نقول الكون والارض كانوا جسم واحد وانفصلوا !! لان الارض هي جزء من الكون ولا تزال , فهي لم تنفصل عن الكون ولن تنفصل لانها تقع ضمن مجرة والمجرة تقع ضمن الكون , فكيف يقول القران ( ان الكون والارض كانو رتقا ففتقناهم ) اي كانو ملتحمين ففصلاهم ؟؟؟!!! كان يمكن ان يقول مثلا ( الكواكب والمجرات فصلناها عن بعض ) لكان المعنى صحيح اما ما تقوله الاية فهو خاطئ تماما .

والسؤال المزعج للسلمين والذي يطرح دائما , لماذا يتكلم الله عن الارض والسماوات معا اي وكأنهما جسمين متساويين بالحجم ؟ لانه من السخافة ان نقول الكون والارض ! ونكمل الجملة , هذا اشبه بأن نتكلم عن المحيط الهادئ وعن ذرة الاوكسجين المكونة لواحدة من جزيئات الماء الموجودة في قطرة ماء في اعماق المحيط الهادي !! ولنسمي هذه الذرة "أكس" , ونقول المحيط الهادئ وأكس كانوا شيء واحد وانفصلوا !! لانه ما قيمة الارض بالنسبة للكون حتى نتكلم بهذا الشكل ؟!! ونتجاهل المليارات من المجرات وفي كل مجرة مليارات الكواكب المشابهة للارض .

ثانيا : لاحظ ايضا المثال الذي يضربونه في ادعائهم ( الثوب كان رتقا ففتقناه ) اي ان قماش الثوب كان ملتحما مع بعضه ثم تم شقه , لكن هل هذا يعني ان الثوب كان حجمه صغير جدا وهو مرتوق ( ملتحم مع بعضه ) ثم بعد ان تم فتقه ( شقه ) تضخم حجمه وكبر اضعاف ما كان عليه حجمه في السابق ؟! بالتأكيد لا , فحجمه بقى كما هو لكنه مجرد تقطع الى عدة اجزاء , وانا هنا اقصد البداية الاولية للكون " نقطة التفرد " حسب نظرية الانفجار الكبير انها كانت صفر او لاشيء ولم تكن هناك مادة ثم من نقطة الصفر هذه وفي لحظات ظهرت المادة الاولية وبدأت تتكون المادة والمادة المضادة فكانت ذرات تتولد وذرات تتلاشى وبعدها ظهرت قوانين الفيزياء وبدأت تأخذ مكانها وبدأت تتكون الكواكب والمجرات وتبتعد بعضها عن بعض , هل هذا الشرح البسيط للنظرية لنشأة الكون يشبه شقنا للقميص ؟؟!! ( القميص كان رتقا ففتقناه ) !! ( السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) , لاحظ ان الرتق والفتق تستخدم والحجم ثابت اما في نظرية الانفجار الكبير الحجم يتضاعف نتيجة تولد المادة وظهورها .

وحتى لا يفكر شخص في ان المادة الاولية للكون كيف تكونت ؟ ويحاول ان يبني عليها تخيلات في ان الله هو من خلقها , احب ان اقول له انه توجد نظريات تفسر ظهور هذه المادة الاولية من خلال تحول الطاقة المظلمة الازلية الموجودة الى مادة فظهرت بداية المادة , ولا اريد ان ادخل في تفاصيل اخرى تبعدنا عن اصل الموضوع .

ثالثا : ان هذه النظرية هي بعيدة كل البعد عن فكرة الله وذلك لعدة اسباب :

1- تفترض هذه النظرية انه قبل الانفجار الكبير لم يكن هناك زمان ولا مكان , وهذا منافي لان يوجد إله ويخلق ويفعل ما يفعل لان اي تصرف او فعل سيقوم به الإله يحتاج الى زمن ويستحيل ان يحدث حدث بدون وجود زمن , اذا فهي تنفى أن يكون هناك ملك كبير لله خارج السموات و الأرض .

2- تفترض هذه النظرية ان العشوائية هي التي خلقت النظام في المجرة وليس شخص قاصد ( إله ) وضع هذا النظام .

القسم الثاني ( الاية الثانية )

(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات:47] .

تفسير ابن كثير ( المصدر )

يَقُول تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى خَلْق الْعَالَم الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ" وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا " أَيْ جَعَلْنَاهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا رَفِيعًا " بِأَيْدٍ " أَيْ بِقُوَّةٍ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالثَّوْرِيّ وَغَيْر وَاحِد " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " أَيْ قَدْ وَسَّعْنَا أَرْجَاءَهَا وَرَفَعْنَاهَا بِغَيْرِ عَمَد حَتَّى اِسْتَقَلَّتْ كَمَا هِيَ .

* اي انها توسعت واصبحت مثل ماهي عليه الان وهذا يعني انها لن تستمر في التوسع توسعت الى هذا الحد وتوقفت .

تفسير الجلالين ( المصدر )

"وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ" بِقُوَّةٍ "وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" قَادِرُونَ يُقَال : آدَ الرَّجُل يَئِيد قَوِيَ وَأَوْسَعَ الرَّجُل : صَارَ ذَا سِعَة وَقُوَّة .

* اذا هنا اصبح معنى موسعون اي قادرون وليس توسع بالمعنى المكاني .

تفسير الطبري ( المصدر )

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَالسَّمَاء رَفَعْنَاهَا سَقْفًا بِقُوَّةٍ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 24962 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } يَقُول : بِقُوَّةٍ.

وَقَوْله : { وَإِنَّا لَمُوسِعُون } يَقُول : لَذُو سَعَة بِخَلْقِهَا وَخَلْق مَا شِئْنَا أَنْ نَخْلُقَهُ وَقُدْرَة عَلَيْهِ . وَمِنْهُ قَوْله : { عَلَى الْمُوسِع قَدَره وَعَلَى الْمُقْتِر قَدَره } 2 236 يُرَاد بِهِ الْقَوِيّ. وَقَالَ ابْن زَيْد فِي ذَلِكَ مَا : 24968 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } قَالَ : أَوْسَعَهَا جَلَّ جَلَالُهُ.

* والطبري هنا ايضا فسر السعة بمعنى المقدرة .

تفسير القرطبي ( المصدر )

لَمَّا بَيَّنَ هَذِهِ الْآيَات قَالَ : وَفِي السَّمَاء آيَات وَعِبَر تَدُلّ عَلَى أَنَّ الصَّانِع قَادِر عَلَى الْكَمَال , فَعَطَفَ أَمْر السَّمَاء عَلَى قِصَّة قَوْم نُوح لِأَنَّهُمَا آيَتَانِ . وَمَعْنَى " بِأَيْدٍ " أَيْ بِقُوَّةٍ وَقُدْرَة . عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره .

قَالَ اِبْن عَبَّاس : لَقَادِرُونَ . وَقِيلَ : أَيْ وَإِنَّا لَذُو سَعَة , وَبِخَلْقِهَا وَخَلْق غَيْرهَا لَا يَضِيق عَلَيْنَا شَيْء نُرِيدهُ . وَقِيلَ : أَيْ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْق عَلَى خَلْقنَا . عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا . الْحَسَن : وَإِنَّا لَمُطِيقُونَ . وَعَنْهُ أَيْضًا : وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْق بِالْمَطَرِ . وَقَالَ الضَّحَّاك : أَغْنَيْنَاكُمْ ; دَلِيله : " عَلَى الْمُوسِع قَدَره " [ الْبَقَرَة : 236 ] . وَقَالَ الْقُتَبِيّ : ذُو سَعَة عَلَى خَلْقنَا . وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب . وَقِيلَ : جَعَلْنَا بَيْنهمَا وَبَيْن الْأَرْض سَعَة . الْجَوْهَرِيّ : وَأَوْسَعَ الرَّجُل أَيْ صَارَ ذَا سَعَة وَغِنًى , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى : " وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " أَيْ أَغْنِيَاء قَادِرُونَ . فَشَمَلَ جَمِيع الْأَقْوَال .

* القرطبي هنا فسرها بأكثر من معنى ( ذو سعة ومقدرة ) ( او سعه في الرزق ) او ( جعل سعة بين السماوات والارض )

تفسير السعدي ( المصدر )

والسماء خلقناها وأتقناها, وجعلناها سَقْفا للأرض بقوة وقدرة عظيمة, وإنا لموسعون لأرجائها وأنحائها.

* هنا السعدي اعتبر ان المعنى هو موسعون لارجاءها .

---

* اذا وكما نلاحظ من تفسير الاية انه لها معنيين رئيسيين , هما :

1- موسعون بمعنى قادرون .

2- موسعون بمعنى توسعة مكانية لارجائها .

وطبعا الاعجازيين تجاهلوا التفسير الاول تماما وكأنه غير موجود واعتمدوا التفسير الثاني لانه يتماشى مع ما يريدون من ادعاء , ونحن ايضا بدورنا وتماشيا معهم سنتجاهل التفسير الاول ( مع انه مرجح اكثر من التفسير الثاني ) ونأخذ بالتفسير الثاني .

* على اعتبار ان المقصود من الاية هو توسعة مكانية , فهناك عدة تساؤلات لا توضحها الاية وقد تختلف فيها مع النظرية :

اولا : هل التوسع الذي حصل هو مستمر ام انه توقف ام انه سيتوقف في المستقبل ام ماذا ؟ كما رأينا في تفسير ابن كثير فانه ذكر بشكل واضح ان التوسع حدث في الماضي وتوقف بالشكل الذي نراه الان .

ثانيا : هل التوسع حدث في السماء ام في السماوات ام في الكون ؟ وهل السماوات السبعة كلها مجتمعه معا تعني الكون ؟! ام ان سماء واحدة هي تعني الكون ؟ واذا كان المقصود ان السماوات كلها تعني الكون فهل هذا يعني ان الكون مقسم الى سبع اجزاء او اقسام ؟! وما هي هذه الاقسام ؟! ام لا كل هذا خطأ والتوسع حدث بين السماوات وبين الارض فقط ؟! كما ذكر هذا القرطبي في تفسيره .

---

وفي نهاية بحثنا هذا لا يسعني الا ان اقول ان هذا الادعاء بالاعجاز يرفضه الكثير من رجال الدين المسلمين ويعتبرونه خطأ وذلك لاسباب عديدة منها , خشيتهم ان تأتي نظرية بديلة اقوى من هذه فتفندها وتغير مفهومنا لنشأت الكون وذلك لان العلم يبنى على الشك وملاحظة كل جديد والنظريات تتغير بستمرار كما حدث مع العديد من النظريات العملاقة , وفي هذه الحالة سيكون المسلمين في وضع لا يحسدون عليه , والسبب الاخر هو انه لايزال هناك بعض المسلمين الصادقين مع انفسهم ولا يريدون لوي النصوص والاخذ بما يشتهون ليصلوا لما يريدون , ولذلك هناك العديد من المقالات الناقدة لهذا الادعاء .

ونختم المقال بهذه الاية الجميلة والتي تكفي هي بحد ذاتها لتفنيد فكرة الله والقران , (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82] .

شارك المقال