الزواج مجرد عادة قديمة

الزواج هو ارتباط رجل مع امراة في عقد ، وقد تكون زوجة واحد او تتعدد الزوجات وكذلك الامر بالنسبة للزوج اي قد يكون زوج واحد او يتعدد الازواج ( كما في ثقافات بعض الشعوب ) ، او قد يكون بين المثليين ( رجل مع رجل او امرأة مع امرأة ) ، بالنتيجة يمكن ان نقول ان الزواج هو عقد رسمي قانوني بين شخصين او اكثر وتسجل فيه شروط واتفاقات بين الطرفين وتختلف من مكان لاخر بحسب الثقافة .

اما الغاية والهدف من الزواج هو لانجاب وتربية الاطفال تحت ظل اهل يهتمون ويرعونهم ليكبروا ويعتمدوا على انفسهم ، وهذا السلوك ليس فقط عند البشر بل هو عند كل الحيوانات الجنسية تقريبا , تختلف صوره واشكاله لكن يبقى الهدف منه هو نفسه ، انجاب ورعاية الصغار لحين اعتمادهم على انفسهم ، هناك حيوانات لا ترعى صغارها مثلا التماسيح تضع بيوضها على الشاطئ وتذهب وعندما تفقس الصغار تذهب مباشرتا الى الماء وهي تستطيع الاعتناء بنفسها لذا لا داعي لاعتناء والديها بها لانه لو كانت بحاجة اهلها لتعيش واهلها تركوها لماتت واذا كان هذا سلوك جماعي عند كل صنف هذا الحيوان لانقرض وما بقي هذا الصنف ولما عرفناه اساسا ، فاذا لتستمر الحياة لابد ان تتكاثر الحيوانات وتهتم بصغارها ومن المؤكد انه توجد جينات وراثية تجعل عند الحيوان الرغبة بالجنس ( بالنسبة للحيوانات التي تتكاثر جنسيا ) ، ولولا هذه الرغبة لانقرض الحيوان ، ولا يختلف سلوك الانسان كثيرا فالناس يتزوجون لينجبوا ويربوا الصغار وبما ان طفل الانسان يحتاج لفترة طويله نسبيا ليعتمد على نفسه فانه لابد ان يكون تحت رعاية اهله لعدة سنين لذا يتوجب على اهله ان يكونوا معا ويهتموا بالصغير ( انا هنا لا اتكلم عن الزواج بالمفهوم المتعارف عليه الان بل عن اسلاف الانسان الاوائل ) ومن المؤكد انه في السابق لم يكن هناك عقد او سند قانوني للزواج فكل هذه المفاهيم حديثة نسبيا القانون ، كتابة العقود ، واستمر البشر بالعيش سنين بهذا الشكل لكن مع تطور الحضارة البشرية بدأت تسن قوانين ويعطى لكل فرد حقوق معينه وواجبات معينه  تختلف من ثقافة لاخرى ومن مجتمع لاخر بحسب متطلبات البيئة واسلوب العيش المتبع اي حسب الحاجة ، وبما ان الانسان حيوان اجتماعي اي يعيش بشكل جماعات ليسهل على نفسه العيش في هذه الحياة ويواجه الطبيعة القاسية ( كما تفعل الكثير من الحيوانات التي تعيش بشكل قطيع كالذئاب مثلا ) فانه يكون بحاجة الى اطفاله ليكونوا معه بعد ان يكبروا  ليزداد عدد قطيعهم وبهذا تكون لهم الافضلية عندما تشن عليهم الحرب من قبل قطيع بشري اخر ، وكذلك كثرة عدد الجماعة ستساعدهم في الزراعة التي كانو يعتمدون عليها وتربية الحيوانات وغيرها ، لذا وجد الانسان انه من الافضل له ان تبقى عائلته مع بعضها ( الزوج والزوجة والابناء ) ليكونوا اسرة ومستقبلا اولادهم يكبرون ويتزوجون وايضا يفضلون البقاء مع بعض لتقوية وزيادة عدد قطيعهم لتتكون لدينا عشيرة بالمفهوم الحالي ، وكما قلت فزيادة العدد فيها فائدة لهم لذا يحاولون ان يكثروا من انجاب الاطفال فيلجئون الى ان يتزوج الرجل باكثر من امرأة ، وبمرور الزمن قد يعتاد الناس على هذا السلوك ويصبح عندهم امر بديهي ( تعدد الزوجات ) وقد تسن له قوانين للمحافظة عليه وقد تنظم له تشريعات وقد ينسب الى امر الهي ، كما هو حال المسلمين .

وفي اماكن اخرى حيث يعيش الناس على الجبال ويعتمدون على تربية الحيوانات ورعي هذه الحيوانات قد يتطلب ان يذهب الرجل ( الراعي ) سارحا بهذه الحيوانات بين السهول والوديان لفترات طويلة قد تصل لعدة اسابيع ! لتبقى المرأة لترعى الاطفال وقد تهتم بالزراعة ، ويكون من الصعب عليها ان تحمي المنزل والاطفال وممتلكاتهم من اي خطر قد يهددها لذا فهي بحاجة الى رجل اخر يكون بجانبها عند غياب الرجل ( زوجها ) لذا تلجئ الناس في هكذا مجتمعات لتتزوج المرأة باكثر من رجل ( كما هو الحال عند بعض شعوب النيبال حاليا ) ، فعند ذهاب الزوج الاول للرعي بالحيوانات يبقى الثاني مع المرأة وعندما يأتي الزوج الاول يذهب الثاني للرعي ، وايضا بمرور الوقت بدأ ياخذ الموضوع صفات قانون عرفي فمثلا يفضل ان يكون الازواج اخوة وتكون فترة الغياب شهر تقريبا ، ويكون الزواج بهذا الشكل امر بديهي عند ناس تلك الثقافات . 

وعند تطور الحضارة البشرية وظهور مفهوم الدولة بدأ يقل اهتمام الناس بالقبيلة وبعد ان تغيرت طبيعة الاعمال التي يمارسها الانسان بدأت تقل الحاجة لكثرة الاطفال ، فهذا التغير في طبيعة حياة الانسان بدأ يغير ايضا من مفهوم الانسان للزواج ، زوج واحد مع زوجه واحدة وعدد اطفال اقل .

كل ما سبق من كلام هو عبارة عن مقدمة لنعرف شي مهم وقد يكون بديهي , ان الحاجة هي التي تدفع الانسان لتصرف سلوك معين ، الزمن يمضي والحضارة البشرية تتطور والاحتياجات تتغير ، لكن هناك مشكلة دائما مع المحافظين الذين يريدون المحافظة على ما وجدوا عليه ابائهم واجدادهم وما كانو يفعلون ، وفي بعض الاحيان تنتفي او تنتهي الحاجة او الغاية والسبب الذي دفع الانسان الاولي الى اتخاذ هذا السلوك وقد تظهر حاجات جديدة في ظل الظروف والبيئة الجديدة لذا على الانسان ان يغير سلوكياته القديمة بسلوكيات جديدة ، وتكون المسئلة صعبة جدا اذا اخذ سلوك معين تشريع قانوني الهي لانه سيكون شيء مقدس ولا يمكن المساس به او تغييره !

لكن قد يكون الامر اسهل اذا عرف الشخص الحاجة او السبب الذي دفع الانسان القديم بهذا الاتجاه .

فبالنسبة لموضوعنا الزواج حاولت ان اذكر السبب والحاجة ورائه ، لذا دعوني الان اطرح السؤال التالي : هل مايزال الانسان بحاجة للزواج ام لا ( المقصود بالزواج هنا العقد القانوني الذي يربطهم كزوج وزوجه وليس ممارسة الجنس وانجاب الاطفال ) ؟ 

من وجهة نظري وبالنسبة للمجتمعات والدول المتطورة كأوربا وامريكا وغيرها من الدول المتقدمة في قوانينها واحكامها المجتمعية فانه لا حاجة للزواج ابدا ، لا وبالعكس سلبيات الزواج اكثر من ايجابياته بكثير ، فاولاً بالنسبة للحاجة الجنسية التي يغطيها الزواج يمكن اشباع هذه الغريزة بدون زواج ، واعتقد انه لن يختلف معي احد في انه ستكون المتعة اكثر اذا امكنك ان تمارس الجنس كل يوم مع شخص مختلف او اذا اعجبك ان تمارس الجنس مع شخص واحد فقط فيمكنك ذلك بمعنى انه عندك حرية كبيرة ومتعة اكبر والدليل على هذا كثرة الخيانة الزوجية في كل مكان ، ومن لا يخون زوجته ( او تخون زوجها ) فهو يمسك نفسه بالقوة اما بسبب معتقد ديني وخوف من عذاب الهي او بسبب العهد الذي قطعه لزوجته او زوجها .

وثانيا ناتي للموضوع الاهم والذي قد يبدو شائكاً بالنسبة للبضع ( ولا اعرف لماذا لانه سهل وبسيط في وقتنا الحاضر )  وهو موضوع الاطفال وتربيتهم ، اولاً لا يخفى على احد كثرة الطرق الموجودة لمنع انجاب الاطفال اذا لم يرغب الرجل والمراة بطفل ، منها الواقي الذكري وحبوب منع الحمل وحبوب يأخذها الرجل لتقتل الحيوانات المنوية وتمنع التخصيب وهذا اشبه ان يكون الرجل عقيم لكن لفترة محددة ( فقط فترة تناول هذه الاقراص ) وليس فيها اي خطورة على الصحة فالمنتجات الطبيه تتطور بسرعة كبيرة ، واكيد العلم المتنامي بسرعات هائلة في كل المجالات بما فيها الطبية سيجد طرق جديدة وافضل من القديمه ، وحتى لو حدث تخصيب للبويضة ولم تنفع الطرق السابقة فيمكن لهم معرفة ذلك بعد ساعات قليله من التخصيب باجراء فحص طبي بسيط ويمكن اسقاط الجنين بعمليه ليزر بسيطة لا تستغرق سوى ٥ دقائق او اقل ، ولا يقول لنا قائل ان هذا كائن حي ولا يصح قتله ، لا انا اقول لا مشكله في ذلك والسبب انه ليس كل شيء فيه حياة يجب ان نحفظ له حياته فمثلا النطفه هي من الاساس حية وفي كل عملية جماع يقذف الرجل حوالي ٨٠ مليون حيوان منوي وكلهم سيموتون ولا ننسى ان البويضه هي الاخرى خلية حية ايضا واذا لم تخصب ستموت لكن لا احد يقول اننا نقتلها ونسلبها حياتها ببساطه لانه لا يوجد عندها شعور بألم او غيره وكذلك لا يوجد عندها وعي بذاتها لذلك لا مشكله ان ماتت كذلك الامر بالنسبة لجنين في بدايات تكوينه فلا مشكله ان مات لانه لا يمتلك الوعي بذاته ولم يتكون عنده الشعور بعد  .

وثانياً اذا اراد الرجل والمرأة انجاب طفل ، في الدولة كل شخص له وظيفه محددة فهناك مؤسسات مختصه في تربيه ورعاية الاطفال وفيها ناس متخصصين ودارسين لعلم النفس وسلوكيات الطفل وكيف يتعاملون معه واساسا ستكون تربية الطفل في اماكن كهذه افضل له من تربيه اهله ، وبمعنى اخر اي انه يمكن ان ينجب الرجل والمرأة طفلا ويضعوه في دار رعاية الاطفال وكل ما عليهم هو الانفاق ماديا عليه والذي سيلزمهم بهذا الانفاق هو عقد يوقع بين الابوين من جهة والطفل من جهه اخرى ( الدولة هي ستكون بالنيابة عن الطفل ) اي ليس هناك عقد زواج بل عقد لانجاب طفل ، وطبعا اذا اراد الابوين ان يتربى الطفل في بيتهم فلا ضير لكن عليهم توفير كل ما يحتاجه وليس فقط بذل قصار جهدهم ! اي بمعنى ان تتوفر فيهم شروط محددة ليتمكنوا من انجاب طفل ، من هذه الشروط مثلا ان يكونوا ميسورين مادياً ولديهم فائض في المال عن احتياجاتهم ليستطيعوا سد نفقات الطفل ، وغيرها من الشروط .

قد يقول البعض ما الفائدة من كل هذا ؟!

هناك عدة فوائد ، الفائدة الاولى هي انه سيتم تحديد النسل وتقليل عدد الاطفال وهذا امر مهم في الوقت الحاضر وفي المستقبل خصوصا لان العالم يتجه الى الاعتماد على الرجال الاليين ( الروبوتات ) في كل اعماله مثلا يمكن ان يدار مصنع كامل من قبل ثلاثة او اربع اشخاص بمساعدة الرجال الاليين بينما سابقا قد يحتاج الى اكثر من الف شخص ليديروه !!

والفائدة الثانية هي السعادة والمتعة المتحققة نتيجة الرخاء والحرية للناس .

لذا لا داعي للزواج عش حياتك وستمتع ولا تربط نفسك بعقد يلزمك ويلزم زوجك وسيكون مزعج للطرفين ولا داعي له اساسا .

ملاحظة مهمة / الكلام في هذا المقال يمثلني انا فقط ولا يمثل رأي أي ملحد آخر , وانا قد تناقشت مع الكثير منهم الذين يخالفوني الرأي ولديهم اسبابهم وقناعاتهم .

شارك المقال