الاخلاق والحب ومساعدة الاخرين كلها مجرد اوهام لأنها جميعا تندرج تحت مفهوم المصلحة الشخصية , كل الكائنات الحية تبحث عن مصلحتها الشخصية سواء كان هذا بوعي منها او لا , المفهوم الديني يصور لنا ان هناك شيء مادي وآخر غير مادي كالروح ويعتبر ان العقل والتفكير والشعور هي اشياء غير مادية , لكن بالنسبة لي كانسان ملحد اعتبر ان كل شيء هو مادي ( احب ان انوه الى ان المقصود الفلسفي للمادة يختلف عن المفهوم الفيزيائي , في الفيزياء المادة تختلف عن الطاقة لكن في الفلسفة عندما نقول مادة نقصد بها المادة والطاقة ) بما في ذلك العقل ( المخ ) والتفكير والشعور .
الفلسفة الدينية تعتبر ان المقصود بالمصلحة هي المصلحة المادية فقط لذلك تعتبر الاخلاق ومساعدة الاخرين اشياء خارج مصلحتنا الشخصية وهي مرتبطة بالإيمان بالله وطاعته , لذلك كثيرا ما نسمع هذا السؤال من المؤمنين : من اين يستمد الملحد اخلاقه ؟ والبعض السذج يتخيل ان الملحد يجب ان يكون شخص شرير وسيء !
مفهومي للحياة بسيط جدا وهو ان الجميع يبحث عن السعادة ولتحقيق ذلك يتبع الجميع مصالحهم الشخصية وفي جميع تصرفاتهم بما فيهم المؤمنين , اذا اعتبرنا ان كل شيء مادي وأدرجنا الشعور تحت مفهوم المصلحة سيصبح هذا الكلام صحيح , لنأخذ بعض الامثلة التي قد تبدو للبعض انها خلاف المصلحة الشخصية .
عندما تسير في الشارع وترى امامك رجل فقير وليس لديه المال قد تحزن عليه وتعطيه المال , لكن ألا يبدو ان هذا التصرف هو ضد المصلحة ؟ اعتقد لا فأنت اعطيته المال لانك شعرت بشعور سيء في داخلك ولترضي شعورك وتريح نفسك اعطيته المال وكمية المال التي اعطيتها ستعتمد على مقدار السوء الذي شعرت به , عقلك اللاواعي سيعمل مقارنة بسيطة بين مقدار الشعور وكمية المال ومدى حاجتك له وبعدها سيقرر اذا كنت ستعطي المال وما مقدار المال الذي ستعطيه .
الام التي تسهر الليل وتتعب لتربي ابنها قد تبدو انها لا تستفاد من ابنها بشيء بقدر تعبها عليه لكنها في الحقيقة تفعل ذلك بسبب الشعور في داخلها أي لمصلحتها الشخصية ! لماذا ترعى الام ابنها فقط ولا ترعى ابن الجيران ؟ ببساطة لأنها لا تشعر بالمحبة تجاه ابن الجيران لذلك لا تهتم لأمره , فهي تعتني بابنها فقط لأنها تريد ان ترتاح من الناحية الشعورية ولو فقدت هذا الاحساس والشعور تجاهه سوف لن تكترث لأمره وإذا شعرت بالكره تجاه ابنها قد تقتله ! الموضوع يتعلق بالشعور وكيف سترضي شعورك .
وكذلك الامر عند المؤمن عندما يعبد الله فهو يعبده ليدخل الجنة , او قد يقول البعض اننا لا نعبد الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته وإنما وجدناه اهل للعبادة فعبدناه , حسننا فأنت لا تطمع بالجنة لكنك عندما تعبد الله ألا تشعر بالسعادة لانك تعبد إله يستحق العبادة ؟
هذه فقط كم مثال لتوضيح الفكرة , لكننا جميعا وفي كل تصرفاتنا نتبع مصلحتنا الشخصية بوعي او بدون وعي , من هنا يمكنني ان اقول انه لا وجود لإنسان خير وشرير فالجميع يتبع شعوره وما يوعز له عقله .
يتبادر الى الذهن الان سؤال مهم , كيف تكون هذا الشعور تجاه الاخرين عند الانسان ؟ وهذا الشعور هو ما ميز الانسان عن الحيوانات وكذلك ميز الحيوانات بعضها عن بعض , وهو السبب في ظهور الاخلاق والحب .
اعتقد ان التطور يمكنه ان يجيبنا على هذا السؤال , مفهوم الاخلاق او لنقل مساعدة الاخرين يظهر في الحيوانات الاجتماعية التي تعيش بشكل مجموعة او قطيع , فالشعور بروح الجماعة وحب المجموعة يجب ان يتواجد في كل فرد من افراد هذا القطيع ليتمكنوا من الاستمرار بالحياة ( اي ايجاد الطعام ومواجهة المنافسين الاخرين من قطعان اخرى ) , فكلما كان هذا الشعور اكبر كلما كانت الفرصة بالاستمرار بالحياة اكبر , بالتالي فالانتخاب الطبيعي سيبقي لنا المجموعات التي في افرادها هذا الشعور اكبر , وباعتبار الانسان في قمة الهرم التطوري يكون عنده هذا الشعور اكبر , يكون هذا الشعور متفاوت فالبعض يشعر بحب الجماعة فقط لأبناء طائفته او دينه او شعبه والبعض الاخر يتعدى شعوره الى كل البشر والبعض الاخر قد يتطور شعوره حتى اتجاه الحيوانات , وبتقدم الزمن يكون العالم قرية واحدة وقطيع واحد ويتطور الشعور عند الجميع .
الدين حاول ان يضيف تعاليمه وأفكاره على الاخلاق فأنتج لنا اخلاق بالمفهوم الديني وطبعا ستختلف من دين لآخر ومن ثقافة لأخرى فتعددت مفاهيم الاخلاق , لكن الاخلاق التي انا اتحدث عنها هي الاخلاق الفطرية او لنقل الغريزية التي تولد بولادة الانسان وغايتها هي تحقيق المصلحة للفرد وبالتالي تحقيق المصلحة للجماعة باعتبار الفرد هو جزء من المجموعة , لا حاجة لنا لمن يتفلسف ليعلمنا الاخلاق ولا نحتاج لنبي يعلمنا تعاليم الله , بل بالعكس هذه التعاليم ستفسد الاخلاق الطبيعية عند البشر .
موضوع الأخلاق كان شاغل بالي كتير بعد ما اصبحت " لاادري " .. كنت دايما رابط الأخلاق بالدين .. فضلت افكر كتير بأن الاخلاق غير مرتبطة بدين .. و مقالك جعلني اثق في كدهـ ..
ردحذفطول ما انت عايش .. اكتب .. لا تتوقف عن الكتابة
مقالاتك مفيدة و رائعة جدا
رائع احييك على هدا المقال الرائع بالفعل وجهت نظرك صحيحة تمام وانا اؤيدها
ردحذفعجباً من تناقضك! انت تقول( لاحاجة بنا لمن يتفلسف ليعلمنا الاخلاق) وانت الان تتفلسف وتعلمنا الاخلاق! بل ان بعض الاخوة اثنا على مقالك وهو دليل على احتياجه لمثل هذا المقال. فإن كنت تؤمن حقا بعدم حاجة الانسان لمن يعلمه القيم التصاعدية فالحري بك ان تكسر قلمك، وان تكّذب من يقول انه بحاجة لكلمتك.
ردحذفكلامك صحيح والدليل على ذلك القانون الفرنسي عندما حكم لشخص تعوق نتيجة حادث سيارة وكان صاحب السيارة ينقله بدون اجر القانون الفرنسي قال ليس الاجر فقط المادي هناك اجر معنوي عندما قدم صاحب السيارة ونقل المواطن المذكور انتابه شعور بالرضى وهو اجر واعتبر اجرا كبيرا. في مشكلة يعاني منها بعض الجهلة عندما لايستوعبون كلام الفلفسة التي تقييم السلوك الانساني
ردحذفلا اله الا الله محمد رسول الله
ردحذفانا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل ةجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ رد على سؤالى ان كان عندك فقه
ردحذفو ما هى المصلحة فى ما تدونه من فلسفات تدعى بها تنوير الجهله من اتباعك اين هى مصلحتك ولو شعوريا حتى .. الا تستحى من الله وانا لا اشك فى انك تعرف الله ولكن من يمدونك بالشهوات والملذات لا تستطيع ان تستغنى عنهم متاع قليل ثم الى الله سوف ترجعون
ردحذففكرة جميلة لكن مقالك لا يجيب عن فكرة لماذا تتوافق هذه الرغبات مع مشاعر الاخرين وصولا للنظام والحب ستقول لي الانتخاب الطبيعي السبب
ردحذفلكنني عندما اتفكر بعقلية عادلة لا انبهارا بعلماء الغرب ظانا اني بذلك اكسب من احترامهم حيث لا احترام لي
اجد ان :تفسير وجود اعضاء منتظمة عند الانسان وغيره يحتاج الى زمن كبير وانه وان حدث في هذا الزمن فلا بد من وجود الكثير الكثير الكثير الكثير من الحفريات الفاشلة
هذا ان تكلمنا فقط عن نشوء اعضائه ثم انتظامها مع بعضها ثم الفشل ثم الانتخاب للتغلب على الظرف السيء للحياة لكنني اتعجب العجب كله عندما ارى ملحدا يفسر مشاعر الانسان وحاجاته الروحية التي هي بحر لكثرتها بالانتخاب الطبيعي
يا اخي عدد الحفريات اساسا يكذب انتظام الاعضاء بسبب الانتخاب الطبيعي فكيف تكل اليه هذا البحر وتحمل النظرية ما لا تتحمله
انت في مقالك ذكرت بضعة امثلة مقرا ان الباقي كثير
فكيف هذا!
بكلام اخر على سبيل المثال تكبدت الطبيعة انشاء كائن بعد جهد جهيد واخفاق تلو اخفاق ثم انتخاب تلو انتخاب ثم عندما تكاثر الكائن(علما انني لن اخوض في مسالة التكاثر لانها بذاتها دليل قوي اذ انكم تؤمنون انه حصل لكلا الفردين نفس سلسلة التطور تمااااما!!!!)ثم عندما تكاثر للاسف لم تجد امه اشفاقا وحبا لهذا الصغير فلم يجلب الطير الطعام لصغير ولم ترضع تلك ابنها ماذا حدث؟؟؟تدخل الانتخاب و انقطع النسل"" كل تلك السنين من التطور تنهدم امام شعور واحد فما بالك بباقي المشاعر الجمة
ولا سيما ان الانتخاب الطبيعي عشوائي ليس بكيان يقدر اقل محاولات لافضل النتائج
في النهاية لا تفسر لي قضية بسبب لا يتحملها وليس له ان يتحملها
فانا لست انسان يريد ان يبحث عن قشة ليترك دينه جريا وراء الملذات تلك الملذات التي كان يطلبها وهو متدين لكنه يريد ان يفعلها مهما كلف الثمن فحمل درع التطور واستتر به ليس لانه قوي -نعم انه يتظاهر امام الخلائق انه قوي فهو درعه!-ولكن لانه السبيل لقتل ما تبقى من صوت ضميره الذي القاه خلفه ثم راح .
اطلعوا علي هذه الصفحة للرد علي الشبهات الموجودة هنا
ردحذفhttps://m.facebook.com/kahnat.elhad/
شاهدوا هذا الفيديو
ردحذفhttps://m.youtube.com/watch?feature=push-u-sub&v=GTA6a3hFWsc&attr_tag=HsR7OyFUaDZsCZ8l%3A6
انا ارى في ما كتبت تناقض كبير يصل بك لا عدم القدرة على اقناع احد حتى فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها لكن السؤال الذي سأطرحه ان كان كل عمل نقوم به نسعى الى مصلحة من خلاله فما مصلحتك من التفلسف والتحاذق علينا وعلى ضعفاء الايمان منعدمون الثقة الذين ايدوك في موقفك جلي التناقض
ردحذف"فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها " تتردينها باستمرار إذا كان ثقتك اللامتناهية بربك تتملكك فما الذي جاء بك إلى هنا؟!! كفوا عن ترديد عبارات"كلامك متناقض" ماذا عن ربكم الغفور الرحيم وشديد العقاب المنتقم والعفو هاا؟! " ما مصلحته من التحاذق والتفلسف؟" إنه لا يتفلسف ولا يتحاذق أعتقد أنها الرغبة في إيصال الحقيقة فبعد الحماقات التي يرتكبها المسلمون بقتل الناس لأجل ما يسمونه ب(الشرف والعرض) كما في عصر الجاهلية أصبح مرتبطا بالمرأة ومن أجل مخلوق أسطوري يدعى (الإله) وحبيبه محمد (إله لديه حبيب؟!!) ناهيك عن النزاعات التي يتسبب بها تفاهات الدين وفلسفته وتهويله للأمور وتحجيمها والنظر للمرأة كما لو أنها صندوق باندورا >(أسطورة مشهورة) ^-^ أعتقد أن بوجود كل هذا أصبح إلتزام الصمت صعبا خاصة مع هجرهم ونبذهم من قبل الناس من أجل اللاشيء
حذفقرات هذا المقال عندما كنت صغيرا
ردحذفهو فعلا كذلك ...المصلحه الشخصيه هي من يحرك الإنسان في كل أفعاله ...الرغبه في الحياه و البقاء ثم إشباع الرغبات ...أنها الفطره .
ردحذف