كوكب الملحدين

الرئيسية / / العلمانية ما بين الدين والإلحاد
كبر وصغر حجم الخط من هنا تكبير حجم الخط تصغير حجم الخط

العلمانية ما بين الدين والإلحاد

العلمانية ما بين الدين والإلحاد

كل من هو غير علماني فهو ارهابي , هذه العبارة تلخص مضمون المقال , كثيرا ما نسمع من الشيوخ ورجال الدين ان العلمانية هي كفر والحاد وزندقة !! ونسمع من بعض من يحاولون ان يجذبوا ويحببوا الناس بالعلمانية انها جاءت لتحمي الدين وتحافظ عليه !! طبعا الطرفين مخطئين العلمانية لا تحافظ ولا تحمي الدين بل تحمي وتحافظ على الانسان , وهي لا تحارب الدين بل تمنع البشر من محاربة بعضهم بعضا .

ما هي العلمانية ؟ لا اريد ان ادخل بكلام فلسفي ومزعج ومعقد عن العلمانية , دعونا نتكلم بوضوح وبكلام بسيط ومفهوم للجميع , العلمانية هي مبدأ او نظام يهدف الى ان يعيش البشر بسلام بعيدا عن الحروب من خلال المساواة , اي جميع البشر متساوون بالحقوق والواجبات , لا وجود لشعب الله المختار ولا لخير أمة اخرجت للناس , لا فرق بين مسلم ويهودي او مسيحي او من اي دين انت او لاديني وملحد هذا كله غير مهم فالجميع متساوون , لا يهم لون البشرة او العرق ولا اي شيء , المهم انك انسان ولا تنتهك حقوق غيرك ولا تتجاوز عليهم وإلا فإنك ستحاسب امام القانون .

لنأخذ الامور ببساطة شديدة , لا توجد دولة في العالم كل مواطنيها من نفس الدين ومن نفس المذهب , وعلى مر العصور لم يتمكن اتباع دين معين من ان يجعلوا كل الناس يؤمنون بدينهم ولم يتمكن الحكام الجبابرة من القضاء على دين نهائيا , علينا ان نتعلم من التاريخ الملايين ماتوا وعذبوا وعانوا بسبب الدين وقعت العديد والعديد من المعارك ولكن ما النتيجة ؟ سيزداد اتباع كل دين بالتمسك بدينهم , حدثت الكثير من المناقشات والمناظرات الدينية لكن لم يتحول كل الناس الى هذا الدين او ذاك , نستطيع ان نفهم من هذا كله ان الناس لا يمكن ان يفكروا بنفس الطريقة العقول مختلفة وطبيعة كل شخص وبيئته تؤثر عليه , ماذا اريد انا ؟ وماذا تريد انت ؟ لماذا لا ننطلق من الامور المشتركة بيننا ؟ انا اريد ان اعيش بسلام وانت تريد ذلك ( من لا يريد ان يعيش بسلام او لا يريد للآخرين ذلك فهو ارهابي ) , لننطلق من هذه الفكرة البسيطة , هل يمكننا ان نعيش جميعا بسلام ؟ في البداية علينا ان نتقبل اننا مختلفين ولا يمكن ان نتفق ونتشابه في كل شيء , عليك ان تتقبلني كما انا ولا تتجاوز على حقي وانا كذلك , من هنا ببساطة يمكن ان نبدأ بوضع القانون او لنقل الدستور لدولتنا , لا يمكن ان يكون الدستور بحسب الشريعة الاسلامية اولا لانه لا يوجد مفهوم واضح للقوانين الاسلامية لان كل طائفة تختلف وتعارض الطائفة الاسلامية الثانية ويصل بهم الامر الى تكفير بعضهم بعضا , وثانيا لان هناك ناس غير مسلمين من اديان اخرى او لا دينيين يعيشون معك في نفس الدولة حتى لو كان هناك شخص واحد غير مسلم لا يمكن ان تفرض قوانينك عليه , الديمقراطية تعني ان الحكم للأغلبية لكنها لا تتجاهل الاقلية .

العلمانية لا تمنعك من ان تمارس جميع طقوس دينك بحرية تامة لا بل هي توفر لك الحماية وتقدم لك الخدمات من ماء وكهرباء للمسجد او للكنيسة او لأي دار عبادة عندك , ولا تسمح لأي شخص بالتجاوز عليك بسبب معتقدك ودينك , ومن هذا المنطلق ينطلق اصحاب فكرة ان العلمانية جاءت لتحمي الدين , الى هنا تبدو العلمانية شيء جمل وقد يقول اغلب المسلمين البسطاء نحن مع العلمانية اذا كانت هي كذلك , لا نريد ان نعتدي على احد ولا نريد احد ان يعتدي علينا .

كما تعطيك الدولة العلمانية الحق في ممارسة دينك فهي ايضا تعطي هذا الحق للآخرين أي كما تعطي الكهرباء والماء للمسجد فهي تعطيها للبار , هناك الكثير من التجاوزات التي تحصل من قبل المسلمين ( انا هنا اقول مسلمين لاني اعيش في غالبية اسلامية فإذا كنت من دين آخر يمكنك استبدال كلمة اسلام باسم دينك ) وهم لا يشعرون بها لأنها اصبحت بديهية عندهم .

في دولتنا العلمانية التي لا تنحاز لأي طائفة او دين او مجموعة ان تكون هناك مراعاة لأبسط الامور , سوف اخذ مثال عن العراق ( باعتبار إني عراقي ) , لنبدأ من العلم العراقي والذي هو يمثل رمز وشعار الدولة أي يمثل جميع المواطنين , كلمة " الله أكبر " على العلم هي رمز اسلامي فإذا وضعناها على العلم سيكون من حق المسيحي ان يطالب بوضع كملة " يسوع المسيح " مثلا وكذلك الأمر بالنسبة للأيزيدي والصابئي واليهودي واللاديني و... , هنا ستكون مهزلة ويتحول العلم الى لوحة اعلانات ! لذلك ولتلافي هذه المهزلة يفضل حذف كلمة الله أكبر من العلم ولا يوضع فيه أي شعار او رمز ديني .

لنأخذ مثل آخر كل يوم يؤذن المؤذن بمكبرات الصوت من فوق الجوامع وعند الشيعة الحسينيات , في هذه الحالة وفي دولتنا العلمانية العادلة من حق المسيحي ان يطالب بطرق جرس الكنيسة ومن حق الديسكو والبار ان يضع مكبرات صوت لأغاني وللموسيقى كما هذا الأمر مسموح عند الشيعة في مراسيم عاشوراء ان يضعوا مكبرات الصوت للطميات ! تخيل هكذا مدينة مسموح للجميع فيها ان يستخدموا مكبرات الصوت ! ستكون فوضى وضوضاء مزعجة لذلك ولحل المشكلة نمنع الجميع من ان يصدروا اصوات عالية ويزعجوا الآخرين .

لاحظ ان العلمانية لا تحارب دينك لكن تجعلك متساوي مع الاخرين , من هنا يرى البعض ان العلمانية تقيد الدين وهي تهدف الى طمس الدين , لكن في الحقيقة الدين هو من يتجاوز على الاخرين والعلمانية تمنع ذلك , اصبحت الكثير من التجاوزات بديهيه عند اصحابها .

هذه امثلة بسيطة وواضحة عن منع العلمانية لبعض التجاوزات الدينية , قد لا تكون هذه الامثلة ذات قيمة كبيرة لكنها واضحة ومفهومة للجميع , وفي قوانيننا الأخرى ننطلق أيضا من منطلق غير ديني مثل قوانيننا الاقتصادية والسياسية وغيرها ونتبع في ذلك المصلحة للمواطنين وليس مصلحة الله , باختصار لا يجب ان نصبغ مؤسسات الدولة بالدين , فالدين لله والوطن للجميع .



شارك المقال

هناك تعليق واحد

  1. غير معرف12/25/2016

    وهل بهذا ستحصل على السلام ........... هراء
    فلن تستطيع ارضاء الجميع مهما فعلت فاذا حذفت جميع الشعارات من العلم العراقى مثلا وتبقى بالوانه الثلاثه الاحمر والابيض والاسود ربما اقول لك انا لا احب اللون الاسود لانه تشائمى ويضايقنى نفسيا واجمع عدد من العراقين لرفض هذا اللون فتجد اخرين يرفضون اللون الاحمر لانه دموى وهكذا لن تص اى حل لموضوع صغير مثل هذا فما بالك بالمواضيع الخطيرة
    ثانيا يجب دائما ان يكون هناك قوانين لكى تسير الحياة حتى العلمانية تضع قوانين وقد يكون الاغلبية تخالف هذه القوانين وبرغم ذلك فالقوانين تطبق وقد يثبت ان هناك قوانين خاطئة تحت ظل النظام العلمانى برغم هذا نجد العلمانيين يدافعون عن تلك القوانين
    ولقد جاء الاسلام بقوانين ولكن هى قوانين معجزة بحد ذاتها بحق كفيلة بجعل من يطبقها حقا يحكم العالم وكاى قانون لن يعجب هذا القانون بعض الناس من الديانات الاخرى ولكن يجب تطبيقة خصوصا انه لا يوجد به عيب
    انا اعيش فى مصر ولقد طبق النظام العلمانى من قبل وحتى الان ومن قبله النظام الاشتراكى وكانوا فى غاية السوء

    ردحذف

جعلت امكانية التعليق متاحة للجميع بما فيهم من يريد ان يخفي هويتة ( مجهول ) ولم امكن خاصية الرقابة على التعليقات , ولن احذف اي تعليق حتى التعليق المسيء وذلك ايماناً مني بحرية التعبير وللجميع , لكن تذكر ان تعليقك يعبر عن مستوى وعيك واخلاقك وثقافتك ( وكل إناء بما فيه ينضحُ ) .

جميع الحقوق محفوظة لــ كوكب الملحدين 2018 ©