كوكب الملحدين

الرئيسية / / النسبيه وصفات الله
كبر وصغر حجم الخط من هنا تكبير حجم الخط تصغير حجم الخط

النسبيه وصفات الله

النسبيه وصفات الله

اعتقد ان من الامور المهمة جدا والتي دفعتني الى التفكير بالالحاد هو ايماني بالنسبيه في كل شيء , لو افترضنا جدلا وجود قوة خارقه هي من انشأة الكون ويمكن ان نقول ان هذه القوة عاقلة واذا اعتبرنا هذه القوة هي الله ! الى هنا انا لا استطيع ان انفي هذه الفكرة واعطيها قدر لا بأس به من الاحتمال لكن مهلا تكمن المشكله في تفسير هذه القوة حيث لا يكتفي المؤمنين بالله بهذا القدر (فقط خلق الكون) لا بل يفترضون ان الله (القوة العاقله) ذكيه , رحيمه ولطيفه و ... الى اخره من الصفات وفضلا عن ذلك يفترضون وجود حق وباطل وصح وخطأ بشكل مطلق والمشكله انهم يقيسون كل هذا وفق عقلهم المحدود !! ويطبقون ما يقوله عقلهم ( لانهم يعتقدون ان هذا هو المنطق والمنطق لا يخطأ لأنه مبني على أمور بديهيه وهم يتسلسلون خطوة خطوة في فلسفتهم الى ان يصلو الى هذه النتيجه ) لكن هذا أمر خاطئ وذلك بسبب النسبيه والان سنوضح ذلك .
اولاً :- اذا سألتك هل تحب ان تأكل السمك ؟ قد تجيب بنعم او لا , لان بعض الاشخاص يحبون اكل السمك بشكل جنوني والبعض الاخر يكره اكل السمك ويكره حتى الرائحه التي تصدر من شواء السمك (مثلي انا) , حسناً الشيء الذي يهمني الان لو سألك شخص هل حقيقة السمك - جوهر السمك - ( أي ليس المذاق الذي تشعر به انت بل اصل السمك ) طيب ام قبيح ؟؟ 
بالتأكيد ستقول بأنه ليس بطيب ولا طعمه قبيح لان ذلك يعتمد على حاسة الذوق عند الشخص الذي سيأكله , ونفس الشيء ينطبق على كل الأطعمه الاخرى .
لنضرب مثال اخر لتتضح الصورة اكثر (( وهذا المثال انقله من كتاب - موجز تاريخ الزمن - لعالم الفيزياء الاشهر ستيفن هوكنج )) لو كنت احمل كرة مضرب بيدي انظر اليها وانا راكب في قطار يمشي بسرعه 100 كم / ساعه , سأرى ان الكرة ثابته في مكانها ولا تتحرك لكن لو نظر اليها شخص يجلس على كرسيه خارج القطار سيرى ان الكرة تتحرك بسرعه 100 كم / ساعه , والسؤال هنا هل الكرة ثابته ام متحركه ؟؟
لا نستطيع ان نقول ان الكرة ثابته ولا يمكن القول انها متحركه لانه لا يمكن ان نفضل ما يراه شخص على الشخص الاخر , وبكل بساطه نستطيع ان نطبق هذا الشيء على كل الاشياء في الكون ولان كل كوكب يتحرك بسرعه مختلفه وكل الاشياء تتحرك بسرع مختلفه وسرعة الشي الواحد ستختلف تبعا للشخص الناظر .

وهذا مثال اخر عن النسبيه ويمكن ان اتيك بعشرات الامثله ان لم اقل المئات لان ببساطه كل شيء هو نسبي , حتى عقل الانسان وتفكيره ومنطقه والاشياء التي يراها بديهيه نسبيه .
نعود الان لاشكالنا السابق عن اعطاء الصفات لله ((القوة العاقله)) والان اود ان اطرح سؤال بسيط وهو لو اردنا ان نعمل مقارنه بين نسبة الاختلاف بين الانسان وحشرة الصرصر - على سبيل المثال - برأيك كم هي نسبة الاختلاف بينهم ؟ قد تقول بان هناك اختلاف كبير بينهم على الرغم من اني متأكد من وجود الكثير والكثير من الامور المشتركه بينهم والان نريد ان نعمل مقارنه ونقيس نسبة الاختلاف بين الانسان والله ( القوة التي خلقت الكون ) ؟؟
اعتقد ان الاختلاف بينهم كبير جدا جدا والفرق بينهم شاسع .
والان نريد ان نعود الى موضوع النسبيه ونطبقها على الانسان وحشرة الصرصر , ولو سألنا عن الاشياء الجميله التي يراها الانسان وهذه الحشرة مثلا ذكر الصرصر قد يرى ان انثى الصرصر جذابه وجميله جدا بينما نفس هذه انثى الصرصر الجميله قد يراها الانسان قبيحه ومقززه , ولو اردنا ان نقارن مثلا بين الاشياء النظيفه والقذره سنجد ان الصرصر يعيش في اماكن يعتبرها الانسان قذرة جدا بينما الصرصر يعتبر ان هذه الاماكن نظيفه جدا واذا اخذنا صرصره ووضعناها في مكان نظيف (من وجهة نظرنا نحن) قد تموت ! وهناك دراسة تقول بانه اذا لامس الانسان جسد الصرصر فان هذه الصرصره ستنظف نفسها لانها تعتبر الانسان قذر للغايه !! وهناك الكثير والكثير من الامور التي نستطيع ان نقارن فيها بين الانسان وحشرة الصرصر ونشاهد الفرق ( وهنا اخذنا حشرة الصرصر كمثال فقط لا غير ) , والان نصل الى النقطة الجوهرية في الموضوع لنطبق النسبيه على مفهوم وضع الصفات للخالق , واعتقد انه بعد كل هذا الكلام والامثله التي ذكرتها عن نسبية الاشياء اصبح لمن الواضح بانه من غير المعقول ان نطبق مفاهيمنا عن الاشياء ونلصقها بالله (القوى العاقله) ومن بين هذه الامور مفهومنا للحق والباطل ومفهومنا للصح والخطأ وكذلك بالنسبه للرحمه واللطف و ... إلخ من صفات وهنا اود ان اذكر مقولة آينشتاين (( الاخلاق اهميتها قصوه بالنسبة لنا نحن البشر ولكن ليس لها قيمه بالنسبه لله )) 
وقد وضعت المقارنه بين الانسان والصرصر وبين الانسان والله لابين نقطه وهي ان الاختلاف بين الانسان والله اكبر بكثير من الاختلاف بين الانسان وهذه الحشره ومع ذلك لا نستطيع ان نطبق مفاهيمنا على هذه الحشره فكيف نطبق مفاهيمنا على الله ؟؟
وفي النهايه نستنتج اننا لا نستطيع ان نعطي اي صفه او وصف الى هذه القوة العاقله التي خلقت الكون والتي افترضنا انها موجوده رغم انه لا يوجد ولا دليل واحد على وجودها .
شارك المقال

هناك تعليقان (2)

  1. Omg!!!
    انا دايما اقول جيه.. يعني انا اؤمن بالله و اؤمن بكل شي مجهول و اخالف وايد. تعاليم في الاسلام بس مجتمعاتنا ترفض الاستماع للرأي و التفكير المهم.. جزء كبير من كياني يتمنى ر بكل ما فيه من جوارح ان يكون الله موجود و انا عندي احساس كبير انه موجود انا ماعرف ليش يالسة اقول هالكلام بس انا اعتقد انه في الابعاد المجهولة اللي ما توصلنا اليها للحين. يكون الله في اخر بعد او انكون نحن جزء من الله. او الحياة اللي نعيشها وهمية يااخي احس بالحماس كل ما افكر في هالموضوع. اتمنى يوم من الايام نوصل للحقيقة ^^

    ردحذف
  2. غير معرف1/27/2023

    موضوع حلو

    ردحذف

جعلت امكانية التعليق متاحة للجميع بما فيهم من يريد ان يخفي هويتة ( مجهول ) ولم امكن خاصية الرقابة على التعليقات , ولن احذف اي تعليق حتى التعليق المسيء وذلك ايماناً مني بحرية التعبير وللجميع , لكن تذكر ان تعليقك يعبر عن مستوى وعيك واخلاقك وثقافتك ( وكل إناء بما فيه ينضحُ ) .

جميع الحقوق محفوظة لــ كوكب الملحدين 2018 ©